آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

حصل على شهادة الأستاذية بكفاءة في الفنون الجميلة

تحوّلات الطّفولة والمعمار أبرز سمات أعمال التشكيلي محمد السرغيني

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تحوّلات الطّفولة والمعمار أبرز سمات أعمال التشكيلي محمد السرغيني

لوحات الفنان التشكيلي المغربي محمد السرغيني
الرباط - الدار البيضاء اليوم

تُعيدنا لوحات الفنان التشكيلي المغربي الرّائد محمد السرغيني (1923/ 1991)، بسبلها التعبيرية وتناغمها التشخيصي واللّوني، إلى جريان الحكايات المرتبطة بالأمكنة والنّاس وبتشكيلات جمالية تضمّ نسيجاً يمتح من الموروث، ممّا يجعل لوحاته الانطباعية ذات قيمة حسيّة وروحية، تُحيلنا صوب دروب الهويّة واسترجاع الماضي بثرائه وأشيائه وتفصيلاته.

ويرجع التكوين الفني للسرغيني إلى سنوات 1942/ 1947 بسان فرناندو بمدريد، حيث حصل على شهادة الأستاذية بكفاءة في الفنون الجميلة. كما حصل على منحة من أجل الاشتغال على مناظر مدينة غرناطة في بداية الخمسينيات.

عُرف عن الفنان ابن العرائش، الذي يقدّم نصاً تشكيلياً متكاملا، اهتمامه الشديد بالفنون التقليدية. فضلا عن أدواره الهامّة في مغربة التّعليم الفني بمدرسة الفنون بتطوان. وهذه الجاذبيّة وهذا الاهتمام والالتزام الجمالي جعلاه يحثّ العديد من الفنّانين على ضرورة استحضار التّراث واستثمار ضفافه في تشخيص الأعمال الفنية وفق مرجعية نظرية تعمل على تأصيل وتفعيل قيمة اللّوحة المغربية.

أقرأ أيضا :  

وفاة أستاذ علوم الموسيقى بكلية الفنون الجميلة في بغداد

وإذا جلنا بين لوحات السرغيني، الذي يعدّ أوّل مغربي يدرس الفنون الجميلة بطريقة أكاديمية، فإنّنا نجد متناً بصريّاً يتعدّد في مظاهره ويتكامل، رابطاً ما بين التّجريد وقضايا حياتية يومية، مستعيداً عبره الفنّان رحابة اللون في أصله ونبعه ما بين العرائش وتطوان وغرناطة وغيرها من الأمكنة، التي تنهض في لوحاته بأسلوبه الخاص والمميّز، معيداً ذكريات وتفاصيل تغني من استعارات اللوحة، وتقف بالمتلقّي بين تناسق الموضوع وتآلفه.

بين الرّسم التجريدي والنّحت والحفر كان السرغيني، الذي عيّن سنة 1957 مديراً للمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان، والذي يجيد عدّة لغات، يشقّ دروبه ويصغي عميقاً ببصره وبصيرته إلى تحوّلات الطّفولة والمعمار والوجوه والخطوط وحرارة الألوان وجاذبيتها، ليصبّ كل هذا في دلالة واحدة، وهي انبعاث عمل فنيّ مستقيم الأركان مكتمل البناء، يشكّل أثراً جمالياً فريداً.

في خصائصه اللّونية والتخييليّة وتيّاره التعبيري ولوحاته الزّيتيّة كان السرغيني، الذي يضاعف انتباهنا إلى أعماله، يجسّد بثقافته الفريدة تناغماً حيّاً بين تحوّلات التّشكيل وزوايا نظره المختلفة، الشّيء الذي يجعل لوحاته تتّسع على مخزونه البصري وانفعالاته الدّاخليّة وهواجسه الفنيّة.

كما يذهب الفنّان بشفافية مطلقة بالفكرة صوب جوهرها، إن على مستوى البناء أو اللّمسة أو المؤشّرات الجمالية، موقظاً فينا الحنين مرّتين إلى كنوز الماضي، وجاعلا الحياة تسرد علينا حكاياتها، وحواسّنا تتطلّع إلى فهم الآليات الاجتماعية على قماش اللّوحة، بعدما يدعونا مجدّداً إلى الإصغاء إلى سيرة أثره الفنّي في بساطته وعمقه التعبيريين.

قد يهمك أيضا :

دليلك الكامل للاستمتاع بأفضل متاحف لشبونة

  جاكوب ويلر يُوضِّح أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم التعليم اللازم

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحوّلات الطّفولة والمعمار أبرز سمات أعمال التشكيلي محمد السرغيني تحوّلات الطّفولة والمعمار أبرز سمات أعمال التشكيلي محمد السرغيني



GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 04:50 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح أكاديمية الرجاء البيضاوي لكرة القدم آذار المقبل

GMT 04:17 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الدفاع الجديدي مُهدد بعقوبة قاسية من الاتحاد المغربي

GMT 14:39 2015 الجمعة ,29 أيار / مايو

لوحات إشهارية لشركات كبرى فوق أسواق أغادير

GMT 01:06 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن النسخة المصغرة من لعبة تماغوتشي القديمة

GMT 23:23 2014 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

صالونات مغربية باللون الأزرق تحقق مبيعات هائلة

GMT 09:02 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

شركة تطلق حذاءً رياضيًا جديدًا يمكنه تدفئة القدمين

GMT 14:37 2014 الخميس ,28 آب / أغسطس

مغربي يضرب أخته حتى ماتت بالنزيف في مراكش

GMT 09:41 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كيب تاون من من أكثر المدن الأفريقية روعة المحاطة بجبل تيبل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca