آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الانقلاب في بوركينافاسو يزيد إضعاف النفوذ الفرنسي في القارة الإفريقية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الانقلاب في بوركينافاسو يزيد إضعاف النفوذ الفرنسي في القارة الإفريقية

الانقلاب في بوركينافاسو
واغادوغو - الدار البيضاء

تؤكد محاولة الانقلاب في بوركينافاسو بشكل أكبر تقلص النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا، لاسيما لمصلحة روسيا التي تحاول ركوب موجة عداء لباريس من جانب الرأي العام.ويبدو المشهد ضبابيا في البلاد بعد رفض رئيس الدولة المخلوع التنازل عن الحكم، لكن التوجهات المناهضة لفرنسا ليست جديدة ولا عشوائية وتكتسب زخما متزايدا، بينما يتوسع نشاط الجماعات الجهادية في منطقة الساحل ويتمدد باتجاه خليج غينيا.

بعد نحو أربع وعشرين ساعة من بدء الانقلاب على اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، الذي وصل هو نفسه إلى السلطة إثر انقلاب في يناير، اتهم الانقلابيون فرنسا بدعمه لاستعادة السلطة، ما أربك المشهد في ظل نفي قاطع من باريس للاتهام.كما أكد الانقلابيون الجمعة “عزمهم التوجه إلى شركاء آخرين على استعداد للمساعدة في مكافحة الإرهاب”.

وعُدت تلك إشارة ضمنية إلى روسيا التي رفعت أعلامها خلال تظاهرات تشهدها بوركينافاسو منذ يومين.واعتبر الخبير في شؤون المنطقة بجامعة كينت في بروكسل إيفان غويشاوا، السبت، أن “الانقلابيين يدرجون خطوتهم بوضوح شديد ضمن الاستقطاب الحاصل بين روسيا وفرنسا”، وأضاف عبر تويتر: “من المدهش أن نرى الانقلابيين يعلنون تحمسهم بهذه السرعة لـ+شريكهم الإستراتيجي+ المتميز؛ كنا نتخيل أنهم سيأخذون السلطة أولا ثم يصعدون الموقف”.

وطرح الخبير فرضيتين: “إما أن العمل مع الروس كان مشروعهم منذ البداية، وبالتالي نحن أمام خطة مدروسة بعناية لزعزعة الاستقرار، أو أنهم يستغلون بشكل انتهازي الاستقطاب الفرنسي/الروسي لحشد الدعم لمشروعهم المترنّح”.وتعرضت السفارة الفرنسية في واغادوغو لاعتداءين السبت والأحد، اللذين شهدا إضرام النار في حواجز حماية ورشقها بالحجارة، ما يمثل الصفعة الأكثر قسوة لباريس لأنها تندرج ضمن نزوع خطير.
“مستهدفة”

في مالي المجاورة نشرت فرنسا قوة برخان المناهضة للجهاديين لمدة تسع سنوات لمكافحة الجماعات المحسوبة على تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، قبل أن يشهد البلد انقلابين عام 2020، أوصلا إلى السلطة عسكريين معادين لحضورها، ما قاد الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إعلان سحب القوات الفرنسية وإعادة نشرها في دول أخرى بالإقليم.بموازاة ذلك، انتشرت عناصر من مجموعة المرتزقة الروسية الخاصة فاغنر في مالي، التي تتحدث فقط عن الاستعانة بـ”مدربين من روسيا”. وزاد مذاك نفوذ موسكو في باماكو، لاسيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية.

وتحدث تقرير حديث صادر عن معهد البحوث الإستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الفرنسية عن “انتشار محتوى مضلل عبر الإنترنت يهدف غالبا إلى تشويه الوجود الفرنسي وتبرير حضور روسيا”؛ كما أشار إلى انتشار هذه الظاهرة في الدولة المجاورة، وقال إن “+أرض الرجال النزيهين+ (بوركينافاسو) هي اليوم واحدة من البلدان الإفريقية التي تستهدفها فاغنر”.كما أشار التقرير إلى الزيادة الكبيرة في عدد قرّاء النسختين الفرنسيتين من موقعي “آر تي” و”سبوتنيك” الإعلاميين الروسيين خلال عام واحد.وخارج منطقة الساحل، يتراجع أيضا نفوذ فرنسا بوضوح في غرب إفريقيا الذي كان ذات يوم “الفناء الخلفي” لها.
“العرض الروسي”

وأضاف التقرير الفرنسي أن “المطالبة بالديمقراطية تضعنا في خلاف مع الأنظمة التي بصدد التراجع في هذا الصدد، ولا تتردد في الإشارة إلى المنافسين الذين لا يربطون دعمها بأي معيار داخلي”، مشيرا خصوصا إلى “العرض الروسي”.وبعد انسحابها من مالي، تعهدت باريس بعدم التراجع عن مكافحة الجهاديين الذين يهددون علانية دول خليج غينيا. ويفترض أن هناك نقاشات جارية بين باريس والدول الإفريقية المعنية، لكن فرنسا تبدي رغبة في التكتم عن الموضوع.

في تصريح لوكالة فرانس برس هذا الصيف، قال نائب رئيس عمليات برخان في نيامي الكولونيل أوبير بودوين: “نحن نغير نموذجنا (…) لم يعد التدخل بأسطول حربي متماشيا مع العصر”.وعند سؤاله عن الانقلاب في بوركينافاسو، يؤكد مصدر أمني من غرب إفريقيا أن الرياح الإقليمية غير مواتية لباريس، ويتساءل بسخرية: “من التالي؟”، ويضيف: “شعار +فرنسا ارحلي+ يتردد أيضا في السنغال وساحل العاج، وإن كانت هذه الأصوات ضعيفة حتى الآن”.وقد تضطر فرنسا في نهاية المطاف إلى مغادرة بوركينا، حيث ينتشر حوالي 400 من عسكرييها ضمن قوة سابر الخاصة التي تدرب الجيش المحلي في ثكنة قرب واغادوغو.وهذا الرحيل “مؤكد” في رأي مصدر عسكري عمل مرات عدة في منطقة الساحل.

قد يهمك ايضاً

نبيل درار يعرب عن شعوره بالفخر بعد توليه قيادة المنتخب المغربي

19 لاعبًا يمثلون 4 دوريات عربية ضمن لائحة أسود الأطلس

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانقلاب في بوركينافاسو يزيد إضعاف النفوذ الفرنسي في القارة الإفريقية الانقلاب في بوركينافاسو يزيد إضعاف النفوذ الفرنسي في القارة الإفريقية



GMT 08:05 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أزياء أسبوع ميلانو لموضة الرجال جريئة ومسيطرة

GMT 06:29 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

منع أقدم سجناء "غوانتانامو" من قراءة كتاب دون أسباب

GMT 12:15 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

"ثقافة الإسكندرية" تعلن عن إصدار 4 كتب جديدة

GMT 09:23 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

النمر التسماني يظهر مجددًا بعد الاعتقاد بانقراضه

GMT 10:40 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

الزخرفة تميز "دوتشي آند غابانا" في صيف 2018

GMT 11:44 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

وزير الفلاحة والصيد البحري يصل إلى مدينة جرادة

GMT 05:38 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد يشرح خبايا السيرة الذاتية لبيريغيت ماكرون

GMT 05:51 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

حمادة هلال يطرح كليب "حلم السنين" في عيد الحب المقبل

GMT 07:18 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نظام تعليمي إنجليزي متطور يمنح الشهادة الجامعية في عامين

GMT 16:56 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى أوراش يوجه أسئلة محرجة لرئيس طانطان لكرة السلة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca