آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

هبة القواس في عمل رقمي جديد

ارتجالات للإنسانية بالتعاون مع أبو ظبي للثقافة والفنون

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - ارتجالات للإنسانية بالتعاون مع أبو ظبي للثقافة والفنون

المؤلّفة الموسيقية ومغنية الأوبرا دكتورة هبة القواس
بيروت ـ فادي سماحة

سلكت المؤلّفة الموسيقية ومغنية الأوبرا دكتورة هبة القواس الطريق المباشر إلى المستقبل، من دون الوقوف على أطلال الزمن الجميل القريب الذي وضّبتْه في حقيبةٍ بانتظار إخراجه إلى الضوء، إذا حدث وكان هذا الضوء قريباً.

زمنٌ جديد إذاً فرضته جرثومة غير منظورة هبط من قدَرٍ ما وحلَّ على العالم أجمع وناسه بمن فيهم المثقفين والفنانين والمبدعين. بعض هؤلاء كانت لهم معه قصة تُروى.
هبة القوّاس المكتملة الصورة الإبداعية، أو كما طمحت دائماً أن تكون، عبر مسارٍ عابر للتأليف السيمفوني وعلم الموسيقى والأداء الاحترافي والمسارح والأوركسترات العالمية، والأوبرا العربية التي تُوّجت رائدتها في العالم العربي بعد سنوات من التحدي والدراسة والبحث والتجريب والغناء، وجدت نفسها في غفلة من الزمن أمام حقيقةٍ قلبت مفاهيم وغيّرت قناعات وعبرت بنا بسرعة قصوى إلى أقصى عمق فينا. أيقنت القواس أنّ التحدّي الأكبر في مسيرتها ربما آن أوانه: الوقوف وجهاً لوجه أمام هذه الحقيقة ولكن من دون إضافات وأنماط تجميلية، وفي الوقت نفسه من دون المساومة على القيمة الفنّية أو التخلّي عن سنوات من البحث عن الكمال.
فإذا بالمؤلفة الموسيقية التي تملأ المسارح وروّادها بصوتها، وبجيش من الأوركسترا والعازفين والتقنيين وبفخامة الإطلالة، تجلس منفردةً على البيانو في ركنٍ من المنزل، عازفةً، مؤدّيةً، مرتجلةً، متفاعلةً مع جمهور ما خلف الشاشة، مكتفيةً بالحقيقة الجديدة في حجْرٍ صحّي روحيّ موسيقيّ يؤسس لعصرٍ مختلف الملامح.
على مسرحها الجديد والحميم، خاضت هبة القوّاس تجربةً مميزة، بثاً مباشراً عبر منصات التواصل الاجتماعي المتعددة التي باتت اليوم حاجة ملحّة لاستكمال الحياة بحدّها الأدنى. لقاءات موسيقية شعرية ثقافية مع ضيوف، كلّ من مكانه تجمعهم شاشة الهاتف أو الكومبيوتر. لتظهر خلالها القواس في أبهى تجليّاتها، وأصدق لحظاتها الفنية وأمتع أعمالها الموسيقية، تاركةً خلف البيانو كل أدواتها الباحثة عن الكمال لأنها وجدته في عري الحقيقة غير المتبرجة وفي ارتجالٍ يُخرج الذات من ردائها. ارتجالٌ وتلقائية رافقا عملها المصوّر الأخير "ألله يا ألله" (شعر عبد العزيز خوجة) حتى الخاتمة ولحظة صوت إطفاء التسجيل.
لم يخسر العمل الجديد أيّاً من ميزات القوّاس الكثيرة، لأنه من صنع القلب وارتعاشات الروح، ولاسيّما أنه أحد عملين قدّمتهما المؤلفة الموسيقية في افتتاح الفاعليات الثقافية الرمضانية وفي ختامها، التي نظمتها مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون ADMAF. هذان العملان للقواس هما ثمرة تعاون ناجح ومثمر بين الجهتين بهدف الحفاظ على الإطار الثقافي ومكتسباته وإرثه العريق، وتأسيساً لمرحلة ثقافية مختلفة فرضها إيقاع الزمن الراهن، ولكن تحت ظلال بنيان ثقافي متين كانت بدأته منذ سنوات بجهود جبارة مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون. واليوم تُستكمل هذه الجهود، مع اختلاف الظروف، وإنما بدفع أكبر ورسالة ثقافية فنية سامية، تهدف إلى توثيق التعاون وتعزيز التواصل بين المؤسسات على مستوى العالم العربي للنهوض الثقافي في أصعب الأزمات.    
العمل الذي أطلق عبر المنصّات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى الشاشات العربية، مرتكزاً على قصيدة الوزير والشاعر السعودي عبد العزيز خوجة، التي تحمل أبعاداً روحانيّة صوفيّة إنسانية عميقة في عناق فنّي مع موسيقى وأداء القواس، في ارتجالات موسيقية غنائية من إنتاج مؤسسة HKI بالتعاون مع ADMAF، قُدّم في شهر رمضان المبارك بمثابة دعاء وصلاة للإنسانية وهي تمرّ بالمحنة الأصعب في تاريخها الحديث.
"ألله يا ألله" ابتهالات هبة القواس لكي "ندنوا قليلاً من مداه".

قد يهمك أيضًا:

مكتب النقابة الديمقراطية للإعلام ينظم وقفة احتجاجية الأربعاء المقبل

الفنانون المشاركون في "نجوم الأولى" لم يتقاضوا تعويضاتهم

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتجالات للإنسانية بالتعاون مع أبو ظبي للثقافة والفنون ارتجالات للإنسانية بالتعاون مع أبو ظبي للثقافة والفنون



GMT 17:46 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة كيا سيراتو 2016 في المغرب

GMT 04:55 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد الخلاف بين الهنديتين ديبيكا بادكون وكاترينا كيف

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

أنطونيو بانديراس يُقدِّم عطرًا جديدًا جذّابًا ومنعشًا

GMT 12:12 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

منة حسين فهمي ترفع شعار "الكلاب يدخلون الجنة"

GMT 15:38 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة اودي تي تي 2016 في المغرب

GMT 13:25 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

قوات الأمن توقف سبعة سلفيين في مدينتي طنجة وفاس

GMT 09:13 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

"فوكسهول" تطرح سلسلة سيارات FB-Victor رائعة منذ 1961

GMT 15:20 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كن انت هذا العام

GMT 14:08 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يضع شرطًا لضم توريس جوهرة فالنسيا الشاب

GMT 01:19 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

هل النعناع يعالج الحموضة؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca