آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري

وصل  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مدينة جدة للقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ولأداء مناسك العمرة. وهي الزيارة التي تأتي بعد توتر ساد العلاقات بين البلدين، منذ مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أواخر عام 2018. أردوغان، كان قد أعلن عن نية بلاده طي صفحة الخلافات مع السعودية منذ أكثر من عام، بل وهاتف العاهل السعودي في مايو/أيار من العام الماضي، قبل أن يرسل وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو، في زيارة رسمية إلى الرياض للقاء نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ليعلن أردوغان بعدها عن نيته زيارة السعودية في فبراير/شباط الماضي، لكن الزيارة لم تتم. 

البعض في تركيا أرجع أسباب تأجيل الزيارة، إلى إصرار الرياض على إغلاق ملف قضية جمال خاشجي بصورة رسمية. وهو ملف بدأت المحكمة التركية النظر فيه في يوليو/تموز من عام 2020، لمحاكمة 26 متهما سعوديا، غيابيا، بتهمة قتل خاشقجي على الأراضي التركية.غير أن التطور الأهم جرى في السابع من أبريل/نيسان الجاري، عندما قضت محكمة تركية، بإغلاق ملف محاكمة قتلة خاشقجي، نظرا "لاستحالة تحقيق تقدم في ملفات التحقيق بشأنهم"، وأمرت بنقل ملفات التقاضي والتحقيق إلى السلطات القضائية السعودية، في خطوة، فسرها كثيرون، بأنها إزالة لآخر حجر يعيق التقدم في ملف إعادة الدفء للعلاقات بين البلدين المهمين. 

وتأتي مساعي أردوغان لتنقية الأجواء مع السعودية، ضمن إطار جهود أوسع بذلها الرئيس التركي في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة مع عدد من  خصومه الإقليميين، بما في ذلك مصر والإمارات وإسرائيل، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، خصوصا من الغرب. فإعلانه في يناير/كانون الثاني من العام الجاري عن أنه يخطط لزيارة السعودية، جاء بينما كان اقتصاد بلاده يمر، ولا يزال، في مرحلة صعبة، بعد التدهور الخطير في قيمة العملة التركية، وما رافقه، من ارتفاع في نسب التضخم. حيث بلغ التضخم السنوي في تركيا 61,14 في المئة. ورافق ذلك، ارتفاع كبير في أسعار المحروقات والسلع الرئيسية تعاظمت حدته على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا.

من التقارب إلى الخلاف
وشهدت العلاقات التركية السعودية نقلة نوعية منذ تولي أردوغان الرئاسة في أغسطس/ آب 2014، وتولي الملك سلمان حكم المملكة في يناير/ كانون الثاني 2015. فقد عقد الزعيمان في عام 2015 ثلاث قمم. ووقعا اتفاقا بين دولتيهما على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، خلال زيارة أردوغان للمملكة في ديسمبر/ كانون الأول 2015، وهو ما تبعه التوقيع على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي، في أبريل/نيسان 2016 خلال زيارة العاهل السعودي إلى إسطنبول. لكن أحداثا كثيرة لعبت دورا في توتر العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد اصطفاف تركيا إلى جانب حليفتها قطر خلال الأزمة الخليجية عام 2017، وتنامي التصعيد الإعلامي بين الطرفين، ليصل التوتر ذروته إبان أزمة مقتل خاشقجي، وإن كان التراجع في العلاقات لم يصل حد القطيعة الدبلوماسية، حيث احتفظ البلدان بتمثيل دبلوماسي في حدوده الدنيا. 

وعاقبت الرياض تركيا، عبر وقف استيراد منتجاتها وحجبها عن الأسواق السعودية، كما حرمت شركات البناء التركية العملاقة من المشاركة في أي مشاريع سعودية، كما قامت بتقليص أعداد رحلات الحج والعمرة، وهو الأمر الذي تفاقم بسبب جائحة كورونا. لكن الضربة الأهم كانت مقاطعة السياح السعوديين لتركيا، وهو ما أثر بشكل كبير على سوق السياحة التركية. وقد عقد الرئيس التركي مؤتمرا صحفيا في أسطنبول قبيل مغادرته إلى جدة، أعرب خلاله عن سعادته لتلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين له لزيارة السعودية، كما أشار إلى الرمزية الدينية التي يحملها توقيت الزيارة التي تأتي في الأيام الأخيرة من رمضان، إذ قال : "سأقوم بزيارة إلى المملكة في هذا الشهر الذي يعد شهر التضامن والصداقة وتعزيز روابط الاخوة بين المسلمين، ووفقا لهذا المبدأ سنسعى جاهدين لتوطيد العلاقات بين البلدين".أردوغان، أدان أيضا الهجمات التي تستهدف الأراضي السعودية، داعيا إلى ضرورة العودة إلى طاولة الحوار بدلا من استخدام السلاح لحل القضايا العالقة.

وأكد أن الهدف من زيارته إلى السعودية هو العودة بالعلاقات بين البلدين إلى أفضل مما كانت عليه، وفتح صفحة جديدة، تمثل زيارته محطة البداية فيها. مكتب رئاسة الجمهورية التركية، قال إن إردوغان سيبحث مع كبار المسؤولين السعوديين ملفات أقليمية أخرى تتعلق بإيران والعراق وسوريا واليمن وملف القضية الفلسطينية وما يجري في القدس، إلى جانب ملفات الاهتمام المشترك بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويراهن كثيرون على قدرة أردوغان على تخطي الأزمة الحالية، من خلال فتح باب واسع للتعاون الاقليمي بين البلدين. ويرتبط هذا بمدى نجاح لقاء المصارحة والمصالحة، كما وصفه مراقبون هنا، بين أردوغان وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان، في التوصل إلى مقاربات تستجيب لمصالح الطرفين. وهو الأمر الذي يتفاءل المعلقون بإمكانية تحقيقه، طالما أن لدى تركيا الرغبة والاستعداد للخوض في كل التفاصيل، وتجاوز أي عقبة يمكن أن تعيق تقدم العلاقات بعد هذه الزيارة، على ما يقولون.

قد يهمك أيضَا :

رجب طيب أردوغان يأمر بنقل طفل مغربي من هولندا لعلاجه في تركيا

أردوغان يصرح سنجعل الاقتصاد التركي واحداً من أكبر 10 اقتصادات في العالم

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة



GMT 11:51 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أوروبا تضع الخطوط العريضة لإدارة "اتحاد الطاقة"

GMT 00:48 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

ستيفاني صليبا سعيدة بردود الأفعال عن "فوق السحاب"

GMT 01:07 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

اللون الزهري في الحذاء الرياضي أحدث موضة

GMT 08:45 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فريق الجمباز يعلن دعمه لضحايا الاعتداءات الجنسية

GMT 03:52 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مرتضى منصور يكشف حقيقة عروض احتراف الشناوي

GMT 22:04 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

واريورز يُحقّق الفوز التاسع له على لوس أنجليس في دوري السلة

GMT 03:39 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الإثنين

GMT 01:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح المعرض الدولي والأشغال العمومية في الدار البيضاء

GMT 14:49 2015 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العبي دور الزوجة العشيقة

GMT 22:47 2016 الخميس ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعنيف مغربية حاولت التقاط الصور من داخل طائرة تونسية

GMT 13:33 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب اتحاد طنجة بادو الزاكي يقترب من الرجيل عن الفريق

GMT 13:43 2015 الجمعة ,30 كانون الثاني / يناير

إطلاق سراح عامل مصري كان مختطفا في سرت الليبية

GMT 01:06 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا العبدالله تزور مخيمات للروهينغا في بنغلادش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca