آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

تحولات إيجابية حول الحكومة الألمانية تجاه المغرب وتجاه النزاع المفتعل في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تحولات إيجابية حول الحكومة الألمانية تجاه المغرب وتجاه النزاع المفتعل في المغرب

الملك المغربي محمد السادس
الرباط - الدار البيضاء

نشرت صحيفة ( دي فيلت) الألمانية في عددها الصادر أمس الاثنين(3 يناير 2022)، مقالا مطولا حول التحولات الإيجابية التي طرأت، أخيرا، على العلاقات الألمانية المغربية، على ضوء الموقف الإيجابي الذي عبرت عنه الحكومة الألمانية الجديدة تجاه المغرب وتجاه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.وركز صاحب المقال(الفريد هاكنزبيرغير) المتخصص في منطقة شمال أفريقيا والعالم العربي، ومراسل صحيفة( دي فيلت) في المنطقة العربية منذ 2012، على التوجه الإيجابي الجديد الذي تسير فيه العلاقات الثنائية بين البلدين، منذ تولي الحكومة الألمانيةالجديدة السلطة.

ويؤكد صاحب المقال أن الائتلاف الحكومي الجديد بألمانيا المتشكل من ثلاثة أحزاب، والذي يقوده الحزب الاشتراكي الديمقراطي، نجح في تحقيق أول انتصار له في سياسته الخارجية، حيث فتح صفحة جديدة مع المغرب، البلد الأساسي في شمال افريقيا ، خاصة في ما يتعلق بالسياسة الطاقية والهجرة.وجاء في المقال” حققت وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة (أنابيلا بيربوك) بسهولة، ما عجز سلفها عن تحقيقه، إذ أنهت فترة الجليد الذي طبع العلاقة الثنائية بين المغرب والمانيا”، بحسب تصريح لرئيس الغرفة التجارية الألمانية بالرباط “أندرياس فينزل”.

ويضيف هذا الأخير في حديثه إلى الصحيفة:” الآن تبدو الآفاق المستقبلية جد واعدة، فالبلدان لديهما الكثير مما يمكن أن يقدماه”. فالمغرب أصبح لا يصدر فقط المنتجات الفلاحية بل أصبح يصدر حتى المنتجات الصناعية نحو ألمانيا”. وألمانيا تعتبر ضمن المستثمرين المهمين في المغرب، خاصة في ما يتعلق بالاستثمارات ذات الصلة بالطاقة والتغير المناخي.

وبحسب رئيس الغرفة التجارية الألمانية بالرباط، فإن المغرب” شريك مهم في ما يخص الهيدروجين الأخضر” مشيرا إلى مشروع الطاقة الشمسية ( نور) بورزازات الذي يعد أضخم مشروع للطاقة الشمسية في العالم، والذي يمكن أن يتوسع ليتحول إلى مشروع لإنتاج الهيدروجين بفضل تمويل ألماني.

ويستعيد المقال بداية فترة الجليد في العلاقات المغربية الألمانية، في شهر ماي الماضي، حيث قرر المغرب قطع كل روابط الاتصال مع السفارة الألمانية بالرباط، على خلفية مواقف عدائية لألمانيا تجاه المغرب، بحسب بلاغ أصدرته الخارجية المغربية آنذاك. هذا القرار أدخل الحكومة الألمانية السابقة في دوامة الحيرة، إذ لم تتخذ أية مبادرات لحل المشكل، رغم الأهمية التي يمثلها المغرب، ليس فقط باعتباره شريكا تجاريا مهما، بل كذلك باعتبار الدور الذي يلعبه في محاربة الهجرة غير القانونية نحو أوربا، إلى جانب أنه شريك قوي ويعتمد عليه في مكافحة الإرهاب.وعكس الحكومة السابقة، فقد عرفت الحكومة الألمانية الجديدة كيف تفك عقدة المشكل الذي تفجر بين المغرب والمانيا. فبعد مرور أربعة أيام فقط على تنصيبها، نجحت الحكومة الألمانية، عبر بلاغ مفاجئ وبراغماتي في ضخ دماء جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين وتوجيه هذه العلاقات في الاتجاه الإيجابي.لقد أكد بلاغ الخارجية الألمانية أن المملكة المغربية شريك محوري للاتحاد الأوربي في شمال افريقيا، فهو الضامن للاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.

ولأول مرة يشيد البلاغ بالمقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء، حيث اعتبره أرضية صلبة ومناسبة لتسوية ملف الصحراء الذي عمر ما يزيد عن أربعة عقود من الزمن.وإلى حدود الآن لم تنجح مساعي الأمم المتحدة في حلحلة الملف، والمشكل أن الحكومة الألمانية السابقة كانت تحمل مسؤولية فشل المفاوضات للطرف المغربي، فيما كان المغرب يحمل الطرف الآخر مسؤولية تعثر المفاوضات وعرقلة مساعي التسوية.لقد نجحت الدبلوماسية الألمانية تحت قيادة” أنابيلا بيربوك” بجرة قلم في ما أخفقت فيه الحكومة السابقة طيلة سبعة شهور.

المقال أشار إلى أن الصحف المغربية أشادت بموقف الحكومة الألمانية الجديدة، حيث اكدت انه سيمهد الطريق لإعادة بناء علاقة دبلوماسية طبيعية.“إنها خطوة إيجابية جدا” تقول صورية مقيت، الرئيسة الشرفية للمجلس الألماني المغربي بألمانيا، مضيفة ” أنها تعتبر أنه من الأهمية بمكان أن تتأسس شراكة شمال جنوب عل قاعدة الاحترام المتبادل”. تنتقد مقيت النظرة المتجاوزة للقوى الكبرى ضمنها المانيا، تجاه المغرب، تلك النظرة التي ظلت حبيسة سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

“إنها فرصة سانحة للعمل المشترك مع المغرب الذي يعتبر البوابة نحو افريقيا أحد أهم الأسواق العالمية الذي يضم أزيد من مليار نسمة”.إن التحول الذي عرفه الموقف الألماني تجاه المغرب لم يكن نتيجة رغبة طوعية ، بل إن المغرب قاد خلال السنوات الأخيرة دبلوماسية هجومية، “وما قطعه لكل أشكال الاتصال مع السفارة الألمانية بالرباط سوى تجسيد لقوته الإقليمية”،حسب نص المقال.

ويعيد المقال إلى الذاكرة الموقف المغربي الحازم ضد جارته الشمالية اسبانيا حينما استقبلت الحكومة الاسبانية زعيم الجبهة الانفصالية ابراهيم غالي فوق التراب الاسباني، مما تسبب في أزمة كبيرة بين البلدين ما زالت تداعياتها تتواصل إلى اليوم.لايمكن التفريط في المغرب باعتباره شريكا أساسيا وهذا ما يفسر التنازلات التي تسجل بشأن النزاع في الصحراء، فلا أحد يقبل أن يستعمل مئات الآلاف من المهاجرين المغرب منطقة عبور نحو أوربا.

المغرب يلعب دورا حاسما في التصدي للهجرة غير القانونية وساهم في إفشال الاعتداءات الإرهابية في عدد من العواصم الأوروبية بفضل المعلومات التي وفرها، بل حتى الاعتداء الارهابي الذي استهدف العاصمة برلين في عوم2016 ،كان يمكن تجنبه لو تم استغلال المعلومات التي وفرها المغرب حول الفاعلين في الوقت المناسب. من خلال إشادة الحكومة الألمانية بالمقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، يسير المغرب بثبات نحو تحقيق هدفه وفرض خياره في النزاع في الصحراء، وستعود الصحراء رسميا جزءا من التراب المغربي تماما كما كانت قبل الحقبة الاستعمارية.

في هذا الإطار، يقول المحامي عز الدين قريوح من إيسن: “يمكن أن يؤدي التموضع الواضح لألمانيا الآن إلى تأثير الدومينو داخل أوروبا ، بحيث تنضم دول أخرى إلى دعم مقترح الحكم الذاتي”.وشدد قريوح، الذي سبق أن نشر كتابًا عن الصحراء، على أن الحكم الذاتي كحلٍّ سيكون نعمة لمنطقة الصحراء. تم منح المنطقة مكانة خاصة لتنظيم الحقوق الثقافية والإدارية بشكل مستقل.ويوضح المحامي : “ستكون منطقة جنوب تيرول نموذجا لتفعيل مقترح الحكم الذاتي”. “ إنها اليوم المنطقة الأكثر نجاحًا اقتصاديًا في إيطاليا”.

قد يهمك ايضاً

الملك محمد السادس يعزي شعب اليونان

مواجهة كورونا في 2021 والملك أول الملقحين وتعثرات تشوب التطعيم

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحولات إيجابية حول الحكومة الألمانية تجاه المغرب وتجاه النزاع المفتعل في المغرب تحولات إيجابية حول الحكومة الألمانية تجاه المغرب وتجاه النزاع المفتعل في المغرب



GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 04:38 2016 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

معتقدات متوارثة عن الفتاة السمراء

GMT 18:38 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

شاروخان يعيش في قصر فاخر في مدينة مانات الهندية

GMT 12:25 2012 الإثنين ,23 تموز / يوليو

إيطاليا، فرانكا سوزاني هي لي

GMT 11:25 2014 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

"عام غياب الأخلاق"

GMT 01:38 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

فالفيردي يحشد قوته الضاربة لمواجهة "سوسيداد"

GMT 21:23 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل مُثيرة جديدة بشأن زواج "شابين" في المغرب

GMT 18:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

جوجل تدعم أذرع تحكم "Xbox" على إصدار Android 9.0 Pie

GMT 13:34 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تأجيل النظر في قضية مغتصب الأطفال في فاس

GMT 07:40 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

علماء يبتكرون إبرة تصل إلى الدماغ لتنقيط الأدوية

GMT 17:20 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

"الحوت الأزرق" بريء من انتحار طفل في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca