آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

أظهر أن المملكة عملت على ثنائية الخيار الديمقراطي والتعددية مع التنمية

واقعية "خطاب العرش" تكشف نقاط القوة والضعف وتفتح بوابة مرحلة جديدة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - واقعية

الملك محمد السادس
الرباط - الدار البيضاء اليوم

شكّلت أحاديث الملك محمد السادس جيلًا جديدًا من الخطب، إذ تميّزت بالواقعية والموضوعية والجرأة، سواء في مجال تشخيص الواقع وانتقاد أداء المؤسسات والمرافق العمومية أو في مجال طرح وصفات الحلول الإستراتيجية.

وخطاب العرش ليوم 29 يوليو/تموز 2019 لم يخرج عن هذه القاعدة، بل أكثر من هذا فهو خطاب له خصوصية تاريخية، إذ يُؤرخ لعشرين سنة من حكم الملك محمد السادس، وعشرين سنة من الخطب والتواصل المباشر مع شعبه أينما كان، سواء داخل الوطن أو من مغاربة العالم.

عقدان من الزمن إذن في مجال بناء المغرب بتبني الخيار الديمقراطي والتعددية وترسيخ الممارسة الديمقراطية من خلال مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية، وكذا مؤسسات الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني والإعلام؛ وأيضا ببناء الإنسان المغربي من خلال المصالحات وتوفير مساحات الحريات وتبني الديمقراطية التشاركية، والرفع من الجودة في مجالات اجتماعية كالتعليم والسكن والتكوين والتطبيب وخلق فرص العمل وغيرها.

أقرأ أيضا :

 كاتب سينغالي يبرز البعد الأفريقي للسياسة التي ينتهجها الملك محمد السادس

بمعنى أن مغرب الملك محمد السادس اشتغل على ثنائية الخيار الديمقراطي والتعددية من جهة أولى، وعلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة ثانية؛ هذا دون أن ننسى المقاربة التشاركية التي ميزت عهد الملك محمد السادس في كل الأوراش الوطنية الكبرى، كدستور 2011 نموذجا.

وهو ما يجعل من خطاب العرش لسنة 2019 ليس كشف حساب لعقديْن من الزمن فقط من خلال سرد ما تحقق، بل الكشف أيضا عن أسباب التعثر والفشل، خاصة في مجال الحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية، ما يضع المغرب أمام بوابة مرحلة جديدة بتراكمات كبيرة من الإنجازات والمكاسب من جهة، وببرامج مستقبلية واعدة من جهة أخرى.

في كل مرة، وخلال عشرين سنة، لم تخل الخطب الملكية من عنصر الجرأة والقراءة المستقبلية الواعدة، سواء داخل المغرب أو على المستوى الإفريقي والدولي؛ وعليه فقد تضمن خطاب العرش لسنة 2019 بعد تشخيص واقعي، طرح حلولا عملية بلغة واضحة لا تحتاج إلى كثير شرح أو تأويل، وأن المغرب يحتاج للمرحلة الجديدة أدوات جديدة وآليات جديدة من نُخب وطنية ذات كفاءة عالية وضخ دماء جديدة، سواء في المسؤوليات الحكومية أو الإدارية...

إن لغة خطاب العرش لسنة 2019 هي لغة سلسة تفهمها كل الفئات المغربية، لوضوحها ولواقعيتها. وللقفز إلى جانب الدول المتقدمة يلزمنا جيل جديد من المشاريع وجيل جديد من الكفاءات وجيل جديد من عقليات التسيير، وهو ما عبر عنه الخطاب بثورة ثلاثية الأبعاد، ثورة في التبسيط وثورة في النجاعة وثورة في التخليق...

ولأن الأمر جلل ويهُم مستقبل المغرب والمغاربة، فإن الخطاب تضمن إعلان لجنة خاصة بالنموذج التنموي الجديد، كهيئة استشارية محددة الأهداف والمجالات، وكذا السقف الزمني..لأننا نحتاج إلى إعطاء نفس جديد لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية...

كما تضمن تكليف السيد رئيس الحكومة في سقف زمني محدد بالدخول السياسي المقبل بتقديم اقتراحات تهم إغناء وتجديد مناصب المسؤوليات الحكومية والإدارية.

إن واقعية الخطاب وقوة تصويره للواقع بكل نجاحاته وصعوباته وطرحه للبدائل والحلول هي الواقعية نفسها التي حملت أملا في المستقبل وطموحاته، "بفضل ما يزخر به المغرب من طاقات ومؤهلات تسمح لنا بتحقيق أكثر مما أنجزناه ونحن بالفعل قادرون على ذلك...".

كما أن الواقعية نفسها هي التي جعلت من مضمون الخطاب يحمل بُعدا نفسيا (سيكولوجي) مٌهما وقويا، وجعل من "الخوف والتردد" أحد أهم مفاتيح قراءة خطاب العرش لسنة 2019.

فالمرحلة التي سيُقدم عليها المغرب يجب أن يطبعها الأمل عوض الخوف، والمبادرة عوض التردد، والمكاشفة وقول الحقيقة ولو كانت مؤلمة بدل المناورة، كما جعل من عنصر ثقة المواطنين في ما بينهم (عنصر نفسي) وفي المؤسسات والإيمان في مستقبل أفضل (عنصر نفسي) أحد رهانات نجاح المرحلة القادمة، بالإضافة إلى رهان عدم الانغلاق على الذات، إذ إن خوف وتردد بعض المسؤولين في الانفتاح على تجارب وخبرات الآخرين يحرم المغرب من الاستفادة من خبرات واستثمارات عالمية، ما جعله يصنف خوف وتردد المسؤولين بأنه خوف على مصالحهم الشخصية فقط.

وهو الأمر الذي يدعو المواطنين والمسؤولين معا إلى تجاوز الحاجز النفسي المتمثل في الخوف والتردد والتحلي بالعزم والمسؤولية والابتكار في التدبير العمومي، والقطع مع التصرفات المحبطة (عنصر نفسي) ومظاهر الريع، وإشاعة قيم العمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص...

لقد ظهر البُعد النفسي (الخوف والتردد والتعبئة الجماعية والحقيقة المؤلمة...) بقوة في أكثر من مناسبة في خطاب العرش لسنة 2019، وشكل إلى جانب الآليات المادية والعملية (اللجنة الخاصة والتعديلات في المناصب الحكومية والإدارية ومقاولات مواطنة...) أدوات لا يُمكن الاستغناء عنها في المرحلة القادمة للمغرب، البيت المشترك لكل المغاربة، في ظل ملكية وطنية ومواطنة تعتمد القرب من المواطن وتتبنى انشغالاته وتطلعاته وتعمل على التجاوب معها.

الإيمان بمستقبل أفضل يعني أيضا التذكير بأن الإنجازات المغربية، وخاصة في البينية التحتية (طرق سيارة وقطار سريع وموانئ...)، جعلت المغرب محل جذب للرساميل العالمية، وهو ما يعني فرصا جديدة للعمل، كما يعني أيضا حسن الجوار، مع التذكير باليد الممدودة للأشقاء الجزائريين من أجل تحقيق طموحات الشعبين في التكامل والاندماج.

نعم، سنسير معا في ظل بيعة متبادلة بين العرش والشعب، مواطنين ومؤسسات، بكل إيمان في مستقبل أفضل، في طريق نموذج تنموي جديد يحقق العدالة الاجتماعية ويحد من الفوارق المجالية، وبدون خوف أو تردد سنبني مغرب التنمية والديمقراطية والتقدم، وسنحمي أمن واستقرار ووحدة بيْتُنا المشترك (المغرب) الذي يتسع لكل أبنائه.

قد يهمك أيضا : 

محند العنصر يُشيد بإنجازات الملك محمد السادس خلال 20 عامًا

 وزراء يتحسسون رؤوسهم بعد دعوة الملك إلى تعديل حكومي

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واقعية خطاب العرش تكشف نقاط القوة والضعف وتفتح بوابة مرحلة جديدة واقعية خطاب العرش تكشف نقاط القوة والضعف وتفتح بوابة مرحلة جديدة



GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 06:25 2018 الأحد ,29 إبريل / نيسان

أفكار متنوعة وراقية لديكور حفلات الزفاف

GMT 03:33 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

الهاتف Huawei Y7 2018 يظهر في صورة رسمية مسربة

GMT 13:31 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

حسام عاشور على بُعد 3 خطوات مِن الأكثر تتويجًا في العالم

GMT 05:33 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

التحقيق مع مدير بنك اختلس 600 مليون سنتيم في الجديدة

GMT 13:54 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أبرو يحرز رقمًا قياسيًا في عدد الأندية التي لعب لها

GMT 02:55 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأصفر يعتبر لونًا مبهجًا يجلب السعادة إلى المنزل

GMT 15:09 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

افتتاح مصنع جديد في طنجة لإنتاج الورق المقوى

GMT 23:44 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنعاشور حارس "الوداد" مطلوب في سوشو واتحاد طنجة

GMT 07:35 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

المتحف البريطاني يرمم جمجمة عُثر عليها في أريحا عام 1953

GMT 14:00 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

حدائق جاهزة على الشرفات أو فوق السطوح للإسترخاء و الراحة

GMT 06:54 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلات من وحي "عالم ديزني" لقضاء عطلة مميزة في أورلاندو
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca