آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

"الشبكة الوطنية للقراءة" تكرم أحرشاو "رائد السيكولوجيا" في المغرب‎

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

البروفيسور الغالي أحرشاو
الرباط ـ المغرب اليوم
نظمت الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة بفاس، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس- مكناس، وبتنسيق مع مجلس مقاطعة أكدال، حفل تكريم البروفيسور الغالي أحرشاو، رائد السيكولوجيا بالمغرب، أستاذ علم النفس بجامعة سيدي محمد بن عبد الله.   الحفل الذي حمل شعار: "السيكولوجية في خدمة الإنسان والمجتمع"، احتضنه المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان، مساء أمس السبت.   اللقاء ناقش خلاله المتدخلون "قضايا السيكولوجيا بالمغرب، مشاكل، تحديات ورهانات"، بمشاركة الأستاذ الدكتور بنعيسى زغبوش، من خلال مداخلة: "السيكولوجيا بالمغرب بين الإشكاليات الحديثة وانتظارات المجتمع"، ثم الدكتور محمد المير في موضوع: "واقع وآفاق علم النفس في المغرب"، والدكتور عدنان التزاني حول: "تجربة البحث والتطبيق السيكولوجيين في المغرب".   اللقاء الذي سيَّـره الدكتور حسّان احجيج كان فرصة لمُساءلة أزيد من أربعة عقود من حياة عالم نفس بنفس استثنائي، يتعلق الأمر بالدكتور الغالي أحرشاو، الذي يختزل سيرورة نشأة علم النفس في المغرب، إن تعلق الأمر بمَغربته، تدريسا وبحثا وممارسة، أو في العالم العربي من خلال تأليفه مجموعة من الكتب والمقالات والدراسات العلمية الرفيعة، التي يصعب حصرها.   في هذا اللقاء أجمع المتدخلون على أن علم النفس في المغرب يشكو من عدة إكراهات جعلته منفصلا عن هموم المجتمع ومشاكله، فيما السيكولوجيا العلمية الحقة هي التي تتناول هذه المشاكل وتطرح لها حلولا عَـمَـلية.   وأشار المتدخلون إلى أن بداية علم النفس في الدول النامية كانت في الهند منذ 1940م، أما في العالم العربي فكانت انطلاقته من مصر، ولم يبدأ فيها إلا مع مطلع 1974م، وهي السنة نفسها التي بدأ فيها تدريس علم النفس بالمغرب. لكن تأخر دخول علم النفس إلى المملكة راجع إلى كونه ظل منتميا إلى حقل الفلسفة، مع إهمال الدراسات التجريبية، ولم يستقل عنها إلا سنة 2006- 2007م، حيث ظهرت مسالك جديدة في الماستر والدكتوراه.   وواجه علم النفس عدة عراقيل من بلد إلى آخر، منها الماضي الاستعماري الفرنسي في المغرب مثلا، في حين ظهر مبكرا في الدول التي احتلتها إنجلترا مقارنة مع مستعمرات فرنسا. وقد اعتبر أحد علماء النفس الهنود أن علم النفس ليس إلا "تَـرَفـًا مَعْـرفِـيًّا"، إضافة إلى الحيف والتجاهل الذي يطاله في المجال الإعلامي؛ لذلك لازال هناك جهد كبير ينتظر هذا العلم بالمغرب، حسب المتدخلين.   عدد الدراسات في العالم العربي، يضيف المتدخلون، قليلة في هذا المجال، رغم تقدمها نسبيا في بعض الدول، مثل الأردن؛ فيما يحتل المغرب المرتبة الثامنة بحوالي 40 بحثا منشورا. ولازال عدد الأقسام محدودا: قسمان لعلم النفس، وهو عدد قليل مقارنة مع بعض البلدان العربية مثل: مصر وسوريا والأردن. لكن في السنوات الأخيرة تصاعد تنظيم عدد من مؤتمرات علم النفس في المغرب، مع تأسيس "الجمعية المغربية لعلم النفس" التي نظمت عدة مؤتمرات محلية، جهوية ووطنية؛ كما تزايد أيضا عدد العلماء الباحثين والطلبة. وقد تجاوز عدد الطلبة في فاس لوحدها 2000 طالب. لكن مع ذلك يبقى تطور علم النفس رهينا بمدى حضوره في عامل التنمية وانفتاحه على المحيط الاجتماعي.   البروفيسور أحْـرْشَـاوْ ركز في كلمته على تاريخ السيكولوجيا بالمغرب، منذ 1972م وإلى الآن، مُوَضِّحا بعض النقاط المتعلقة بالتاريخ والهوية والمأسسة والتطبيق والممارسة، ومبرزا خصائصها ومميزاتها بالنسبة للتكوين والتطبيق والممارسة.   ويضيف أحرشاو: "كثيرا ما يُقال إنني كتبتُ كثيرا في هذا العلم، إن في المغرب أو في العالم العربي، لكني لم أكن أدرك حقيقة أنني كتبت كل هذا الإنتاج"؛ وبالرجوع إلى منتوجه في هذا الباب، لا يسعنا إلى ننحني له تقديرا لمجهوداته الكبيرة.   بعد ذلك، تطرق أحرشاو إلى واقع ومآل السيكولوجيا في المغرب والوطن العربي، مشيرا إلى بحوثه الكثيرة في هذا التخصص، وموردا في الوقت ذاته أن السيكولوجيا كعلم حديث في المغرب لازال يعيش بدايات مخاض مأسسته وهويته التي لم تكتمل ملامحها بعد؛ أما بخصوص المسار والتطور فأشار إلى اعتماد هذا العلم كمواد للتكوين في مراكز التكوين ومدرسة علوم التربية، ثم كوحدات للتخصص في 2002 و2006م، قبل أن تم اعتماده في بعض الكليات كمواد فقط، وكشعبة مستقلة منذ 2006م بكل من جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.   وفي ما يخص الهوية المعرفية والمؤسساتية أشار المتحدث إلى أنها "لازالت تتسم بالضبابية، نظرا لتشتت هَـوِيَّـتِها بين عدة علوم وتذبذبها بين السلوك الإدراكي والطبيعي والإنساني، وبالخصوص حينما يتحول علم النفس من علم ذهني إلى علم سلوكي، فهي تتعرض لبعض المقاومة"، وزاد: "أما جودة التكوين ونجاعة البحث فقد أصبحت تعرف بعض التطور من خلال: البحث، الإنتاج، التكوين، البحث السيكولوجي. ومع ذلك لازالت السيكولوجيا تواجهه عدة مشاكل في منهجية البحث وغياب المختبرات الفعلية، رغم وجود بعض المختبرات في كل من جامعتي الرباط وفاس، لكن يغلب عليها الطابع المعلوماتي. أما البحوث فيغلب عليها هاجس الحصول على الشهادة، رغم ما يبدو في ظاهر الأمر من تزايد في وتيرة إنتاج مشاريع المختبرات وبعض الندوات..إلا أن محدودية المراكز تبقى غير محفزة لهذا العلم".   أقرأ أيضًا : دار العربي للنشر تصدر الطبعة الثانية من رواية "العشاء"   وبخصوص نقطة "مدخل التطبيق والممارسة"، وهي الأكثر تخصيصا، فهي "لا تستثمر في عامل التنمية البشرية، مع تواضع مخرجات البحوث وغياب المراكز المستفيدة منها"، حسب المتحدث ذاته، ويضيف: "هناك تقوقع داخل الجامعة في البحث والتحصيل، مع التهميش الذي طال خبرة هذا العلم وعلمائه ودراساتهم. وهناك افتقار حقيقي إلى تجهيز المؤسسات بالمختبرات، ومقاومة السيكولوجيا التطبيقية؛ ثم إن القانون بدوره لا يحمي مُمارس هذا العلم"، وزاد: "عُموما، لازالت السيكولوجيا تتخبط في مأسستها وتوطينها، وأتمنى أن تكون هناك مجهودات حقيقية ليشمل هذا العلم كل المعاهد كمادة قائمة الذات، كي تقترب أكثر من مشاكل الناس وهموم المجتمع".   وفي هذا المنحى، اقترح الدكتور الغالي أحرشاو تعزيز هوية علم النفس العلمية من خلال تشبعه بالتوجه المعرفي، والخروج به خارج أسوار الجامعة، وأن تكون ممارسته في خدمة الناس، وأن توجد السيكولوجيا أينما وجد الإنسان: في الخبرة والاستشارة، المعمل، المدرسة، الجامعة وكل مناحي حياة الإنسان.

قد يهمك أيضًا:

ندوة "الجوائز الأدبية في الميزان" في "متحف طه حسين"

صدور "الرواية التاريخية - بين الحوارية والمونولوجية" لرزان إبراهيم

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشبكة الوطنية للقراءة تكرم أحرشاو رائد السيكولوجيا في المغرب‎ الشبكة الوطنية للقراءة تكرم أحرشاو رائد السيكولوجيا في المغرب‎



GMT 17:17 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية محاربة الشيب المبكر الذي يصيب الشعر

GMT 00:41 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

خبراء الديكور يقدمون 6 حلول ذكية للمطابخ الصغيرة

GMT 08:39 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

مزاعم بشأن إخفاء صورة امرأة أخرى تحت لوحة الموناليزا

GMT 08:06 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

نبات "ليلك" الأرغواني اللون الأفضل في الربيع

GMT 20:58 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

كيفية مسح المستندات ضوئياً في تطبيق الملاحظات على "آي فون"

GMT 07:36 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مجدي حمدان يشرح أهمية مواقع التواصل في التنمية البشرية

GMT 12:56 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

آرسنال فى ضيافة بلاكبول ضمن منافسات الكأس الإنجليزى

GMT 07:49 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات رائعة باللون الأخضر الزمردي تليق بمنزلك

GMT 13:30 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

ممفيس ديباي يتلقى ضربتين موجعتين في فرنسا

GMT 22:35 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

سيارة مرسيدس E63 AMG تستمد قوتها من محرك V8

GMT 10:34 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

صلاح ينفي أنباء مشادته مع الجهاز الفني للمنتخب

GMT 19:50 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

قطر تدعو للحوار مع إيران في موضوع الملف النووي

GMT 11:52 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

أفكار ديكور تحول غرفة النوم إلى جناح فندقي

GMT 16:10 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

خالد الصمدي يعلن عن موعد صرف المنح لطلبة الإجازة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca